هل تعلم أن أكثر من 80% من العدوى تتم عن طريق أسطح التلامس المشترك، حيث أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي ال CDC قد أصدر دراسة تقول أن (( 80% من العدوى تتم عن طريق لمس الأسطح الملوثة )) التي تتسبب في العديد من الأمراض، في عالمنا المليء بالتحديات الصحية المختلفة هناك عدو خفي غير مرئي يتربص بنا في الأماكن التي لا ننتبه إليها بشكل كافٍ، هل فكرت يوما في كمية الجراثيم والفيروسات والبكتيريا التي نتعرض لها يوميا دون أن نراها؟ فهي لا تنتظرنا في الهواء لنستنشقها أو في الطعام لتغزو أجسامنا بل تتواجد على أسطح نلمسها بشكل يومي بلا وعي ولا تفكير بمدى خطورتها بداية من لمس الأبواب التي نفتحها أو المقابض التي نلمسها بشكل عادي، فلا يشترط أن تنتقل الأمراض من خلال ملامسة شخص آخر بل يمكن أن تنتقل عن طريق ملامسة أي سطح يحمل العدوى وخاصة الأسطح التي يقوم العديد من الأشخاص بملامستها بشكل متكرر، فهذه الأسطح تكون أكثر عرضة لتواجد الفيروسات والجراثيم والبكتيريا وبالتالي تتسبب في نقل وتفشي العدوى من شخص لآخر
وبينما أنت مندمج في يومك هل تساءلت يوما عن ماذا يمكن أن يكون متراكما على الأسطح التي تلمسها بشكل يومي وكم عدد المرات التي لمست فيها بابا أو مقبضا أو هاتفك الجوال أو أزرار الإضاءة، فمن المؤكد تواجد العديد من الميكروبات والفيروسات والبكتيريا المسببة للعديد من الأمراض التي قد تكون متربعة في أيدينا وتنتظر الفرصة المناسبة للانتقال إلينا، فلمس الأسطح الملوثة الأكثر عرضة للتلامس يمكن أن يؤدي إلى انتقال العديد من الأمراض وخاصة أمراض الجهاز التنفسي بالإضافة إلى إمكانية إصابة الجهاز الهضمي أيضا عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم تناول الطعام دون غسيل اليدين.
فمهما كانت وجهتك سواء كنت متجها إلى مكتب عملك أو ذاهبا إلى مدرستك أو متجها لتناول وجبة لذيذة في مطعمك المفضل فأنت معرض للمس الأسطح الملوثة التي يقوم العديد من الأشخاص بملامستها بشكل متكرر على مدار اليوم، ورغم أن البعض لا ينتبه لهذا الخطر إلا أنه يمثل تهديدا حقيقيا لسلامتنا الصحية، حيث تعد مناطق التلامس المشترك ملاذا للعديد من الجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض مثل الأماكن العامة المتمثلة في المطاعم، المقاهي، المولات التجارية، وسائل النقل العامة، الأماكن الترفيهية، النوادي الرياضية، والأماكن التي تجتمع فيها مجموعات من الأشخاص مثل المهرجانات والاجتماعات.
استراتيجيات فعّالة للتصدي لخطر نقل العدوى بواسطة أسطح التلامس المشترك
الكثير منا يتجاهل قوة الإجراءات البسيطة للحفاظ على صحتنا وسلامتنا، لكن ما لا يدركه الكثير هو أن الحل البسيط يكمن تحت أيديهم في قراراتهم اليومية بخصوص فهم خطورة لمس الأسطح المحيطة بهم، كما يمكن للأفراد تبني سلوكيات تحمي صحتهم وصحة المجتمع بأسره، ومن أهم النصائح للوقاية من العدوى الناتجة عن لمس الأسطح الملوثة:
- غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار لمدة لا تقل عن 20 ثانية وخاصة عند لمس الأسطح المشتركة مثل مقابض الأبواب، صنابير المياه، أجهزة الكمبيوتر، ومقاعد الجلوس.
- تجنب لمس الوجه باليدين فمن الضرورة ابعاد اليدين عن لمس العينين أو الأنف أو الفم قبل غسل اليدين جيدا وتطهيرها تجنبا لنقل الجراثيم.
- استخدام مطهرات لليدين في حالة عدم توفر الماء والصابون فالحل الأمثل هو استخدام مطهرات اليدين التي تحتوي على نسبة مناسبة من الكحول.
- استخدام أدواتك الشخصية فقط بقدر الإمكان مع الحد من مشاركتها مع الآخرين.
- محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص الذين يظهرون أعراض الإصابة بالأمراض المعدية مع تجنب الاتصال القريب معهم.
- تجنب لمس أسطح التلامس المشترك بشكل مباشر فيمكننا استخدام المناديل الورقية الواقية لفتح الأبواب والمقابض بدلا من استخدام اليدين مباشرة.
تفادي الأسطح الملوثة وتأثيرها الإيجابي على الفرد والمجتمع
في عالم يتوفر فيه الكائنات الدقيقة والمخاطر بقدر ما تتواجد الأجوبة والحلول فيأتي الوعي كمفتاح لتحقيق السلامة والاستقرار الصحي، فعندما نكون على علم كافي بما يحدث من حولنا سوف نمتلك القوة الكافية للتصدي لهجمات الجراثيم والفيروسات والبكتيريا وبناء درعا من الوقاية لحماية أنفسنا والحفاظ على سلامتنا وسلامة مجتمعنا، وإليك بعض التأثيرات الإيجابية التي تعود علينا من خلال الوعي بالبيئة المحيطة بنا والتي تتمثل في:
- الحد من انتشار الأمراض المعدية والوقاية منها: ففهم خطورة لمس الأسطح الملوثة يمكن أن يساعد في تقليل انتشار الأمراض المعدية التي تتمثل في نزلات البرد والإنفلونزا والأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي.
- الحفاظ على الصحة الجسدية والشخصية وصحة الأفراد من حولنا من خلال توعية الأفراد بغسل اليدين بانتظام بعد لمس الأسطح الملوثة.
- تعزيز السلوك الصحي وتغيير السلوكيات اليومية للأفراد مثل التقليل من لمس الوجه باليدين من خلال نشر الوعي بخطورة لمس الأسطح الملوثة، مما يؤدي إلى التقليل من فرص انتشار الجراثيم والفيروسات.
- تقليل الضغط على النظام الصحي عن طريق تقليل انتشار الأمراض المعدية ومن هنا يتم توفير الموارد الطبية مما يقلل من تكاليف الرعاية الصحية على مدار العام.