نتيجة جهود بحثية مكثفة من العلماء تحول مصطلح النانو إلى مفهوم أكبر يحمل معاني أوسع في استخدامات حياتنا اليومية، فتحولت جزيئات النانو من مجرد تجارب في المختبرات إلى استخدامات عديدة لنا لتضيف بصمتها في كافة جوانب حياتنا اليومية مع عدم ترك آثار سلبية على الصحة فهي آمنة تماما لا تضر بالصحة.
جسيمات الفضة النانونية (Silver nanoparticles) هي جسيمات متناهية الصغر للفضة يتراوح حجمها ما بين ( 1 نانومتر إلى 100 نانومتر) والبعض يتكون من نسبة مئوية أكبر من أكسيد الفضة، هناك العديد من الطرق لإنتاج جسيمات الفضة النانونية يمكننا تقسيمها إلى تلاث فئات: الترسيب الفيزيائي للبخار، غرس الأيونات، والكيمياء الرطبة.
أثبتت الدراسات العلمية أن مادة أيونات الفضة النانونية ذات فاعلية كبيرة ضد الميكروبات ومن هنا ابتكر العلماء غطاء تكنولوجيا نانو فضة المضاد للميكروب وهو غشاء رقيق جدا من جزيئات النانو فضة، تمكن ضآلة حجم جزيئات النانو فضة القريبة من حجم خلايا الميكروب من اختراق جدار الميكروبات بكل سهولة وتعطيل وظائفه الحيوية والقضاء عليه، يتميز تأثير أيونات الفضة على الأسطح التي تتم معالجتها به بأنه تأثير طويل المدى، تترك الأسطح نظيفة وصحية خالية من الميكروبات، بالإضافة إلى إمكانية توفير أيونات الفضة بأقل التكاليف.
تحولات مبتكرة في عالم البيئة الداخلية باستخدام جسيمات الفضة النانونية
حينما يتلاقى العلم بالفوائد الصحية يظهر لنا عالما جديدا من الإمكانيات الطبية والتكنولوجية المبتكرة، تظهر لنا أيونات الفضة قدرتها المثالية على استبدال المفاهيم التقليدية بمفاهيم صحية حديثة أكثر فاعلية حيث استخدمت بنجاح في مجالات متنوعة مثل تعقيم المستشفيات، العلاج الجراحي، منتجات العناية الصحية، مستحضرات التجميل، معالجة الجروح وتطهير المياه، لم يقتصر دور أيونات الفضة على ذلك فقط بل تم استخدامها بدقة لا مثيل لها في البيئة الداخلية مثل:
- الزجاج الصحي: على الرغم من كون الزجاج من المواد التي لا غنى عنها في عالم الديكورات الداخلية سواء كان في الحوائط الزجاجية أو النوافذ الزجاجية وغيرها ولكنه أكثر عرضة للتلوث نتيجة تراكم البكتريا والفيروسات والجراثيم عليه، يتم معالجة الزجاج أثناء التصنيع سواء من الداخل أو الخارج بتكنولوجيا أيونات الفضة المضادة للميكروبات أو تكنولوجيا المحفز الضوئي لجزيئات النانو وبالتالي يتم الحصول على زجاجا صحيا خاليا من الميكروبات والبقع التي تتركها البكتيريا ولا يترك أي روائح كريهة.
- الدهانات الصحية حيث تعتبر الدهانات من أبسط الطرق التقليدية المستخدمة لتزيين وتجميل الحوائط ولكن بمرور الوقت تفقد هذه الدهانات سحرها ومظهرها اللامع وبسبب تعرضها للتقشر يصبح من الصعب تنظيفها من عوامل التلوث المحيطة مثل الفيروسات والجراثيم والبكتريا، بالإضافة إلى احتوائها على مواد تسبب روائح نفاذة تؤثر على جودة الهواء، يمكننا استخدام تكنولوجيا نانو الفضة المضادة للميكروبات حيث يحتوي الدهان على حاملات كريستالية من أيونات الفضة المختلطة بمحلول جزيئات نانو ثاني أكسيد السيليكا وهذا من شأنه أن يجعل الدهان صحي ومعقما تعقيما ذاتيا وأكثر قدرة على مقاومة الميكروبات بالإضافة إلى مقاومة الروائح الكريهة دون أن يترك أي ضرر على صحة الأشخاص المتواجدة.
- مقابض الأبواب الصحية: لمس الأشياء يمثل مصدرا مستمرا لنقل الميكروبات من شخص لآخر، فيتم معالجة مقابض الأبواب بغشاء رقيق يحتوي على أيونات الفضة حيث يتفاعل هذا الغشاء الرقيق بفاعلية كبيرة مع الرطوبة الناتجة من أيدي الأفراد أثناء لمس المقبض فيكون حاجز مضاد للميكروبات بالإضافة إلى احتواء هذا الغشاء على جزيئات من نانو الفضة واكسيد الزنك فيعزز من الحماية بشكل أكبر.
- السيراميك الصحي: السيراميك المضاد للميكروب يتم معالجته أثناء التصنيع بطبقة رقيقة تحتوي على مزيج من المواد اللامعة وأيونات الفضة أو بالمحفزات الضوئية لجزيئات النانو المضادة للميكروب، يتم استخدام هذا السيراميك في الأرضيات، الأحواض، الحوائط ، حمامات السباحة مما يعمل على توفير جو صحي خالي من الميكروبات.
- السجاد الصحي: العديد من الأبحاث العلمية توضح أن السجاد من الممكن أن يكون من أحد المسببات الملوثة للبيئة الداخلية ما لم يتم معالجته جيدا ويرجع ذلك إلى سهولة تواجد الميكروبات والأتربة مع بخار الماء داخل السجاد مما يغير من جودة الصبغات كما يسبب إصدار روائح كريهة، لذلك من الضروري معالجة السجاد أثناء عملية التصنيع باستخدام تكنولوجيا النانو فضة المضادة للميكروب للحصول على نوع سجاد آمن وصحي وصديق للبيئة له القدرة على التقليل من تكتل الأتربة والملوثات وتجمعها عليه مع قدرته الفائقة على التخلص من الميكروبات والروائح المزعجة وتغيير الألوان فيصبح تنظيفه بشكل أاسهل ويزيد من عمره الافتراضي.