في محاولة للتغلب على التحديات المتزايدة في عالم القضاء على الميكروبات تمثل التقنيات النانوية واحدة من الحلول المبتكرة لمكافحة العدوى الميكروبية، حيث أثبتت الأبحاث الحديثة أن جسيمات الفضة النانوية تمتلك إمكانيات كبيرة مضادة للميكروبات، ومع تطورت التقنيات لتصنيع هذه الجسيمات تم تطوير أساليب جديدة لتخليقها، ومن بينهما استخدام عملية اختزال أيونات الفضة المائية مع طاف ثقافة المكورات العنقودية الذهبية، وبعد ذلك تم تقييم هذه الجسيمات الجديدة لنشاطها المضاد للميكروبات ضد الكائنات المسببة للأمراض المختلفة واتضح التالي:
- أظهرت نتائج الدراسات الحديثة أن لشكل وحجم جسيمات الفضة النانوية تأثيراً كبيراً على نشاطها المضاد للميكروبات.
- كما تبين أن الألواح الفضية النانوية مثلثة الشكل المقطوعة كانت أكثر فعالية ضد الإشريكية القولونية مقارنة بالجسيمات الفضية النانوية الكروية والقضبية، وبالتالي يمكننا أن نستنتج بأن هذه النتائج تشير إلى أن شكل الجسيمات الفضية النانوية يمكن أن يؤثر على فعاليتها المضادة للميكروبات.
- في دراسة أخرى تمت مقارنة نشاط مضاد للبكتيريا لجسيمات الفضة النانوية بأحجام مختلفة داخل هلام هجين وأظهرت النتائج أن الجسيمات الأصغر (بطول 2.67 نانومتر) المحمية بسلاسل بوليمر هيدروجيل كان لها نشاط مضاد للبكتيريا أفضل بكثير مقارنة بالجسيمات الأكبر.
دور جسيمات الفضة النانوية في تعزيز فعالية المضادات الحيوية
إن الاكتشافات المستمرة في مجال القضاء على الميكروبات تعد بمستقبل واعد لتطوير علاجات فعالة ومبتكرة للتصدي للأمراض الميكروبية وتحسين جودة الرعاية الصحية بشكل عام، فبالإضافة إلى نشاط جسيمات الفضة النانوية المضاد للميكروبات من المحتمل أن تعمل أيضا كحامل للمضادات الحيوية ومن هنا تأخذنا إلى فهم أكثر عمقا في التأثير المحتمل بين جسيمات الفضة النانوية والمضادات الحيوية مثل الأموكسيسيلين على البكتيريا، وعلى الرغم من اختلاف آليات عمل الجسيمات النانوية الفضية والأموكسيسيلين ولكنهما يتعاونان في تدمير البكتيريا والحد من نموها بطرق مختلفة.
تم إجراء دراسة حديثة لفحص هذا التفاعل بين الكليندامايسين (مضاد حيوي ينتمي إلى عائلة الماكروليدات) والجسيمات النانوية الفضية المنتجة كيميائياً أو حيوياً، حيث تم تحضير الجسيمات الفضية النانوية بطريقة كيميائية أو حيوية فارتبطت جزيئات الفضة النانوية كيميائيًا بالكليندامايسين وتمت تنقيتها قبل استخدامها كمركب مضاد للبكتيريا واتضح التالي:
- أظهرت النتائج الأولية لهذه الدراسة أن الصيغتين التي تم تحضيرهما سواء الجزيئات الفضية النانوية الاصطناعية أو الجزيئات الفضية النانوية المنتجة حيويًا تمتلكان نشاطًا قويًا كمضادات للجراثيم ضد العديد من البكتيريا، بما في ذلك سلالات المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) والمكورات العنقودية البربائية، ولكن كان هذا النشاط معتمدًا على نوعية البكتيريا التي تمت دراستها بالإضافة إلى حجم الجسيمات النانوية.
- بالإضافة إلى ذلك اتضح أن الجسيمات النانوية المنتجة صناعيًا أكثر استقرارًا من الجزيئات الكيميائية.
- هذه الدراسة تشير أيضًا إلى أن جسيمات الفضة النانوية المرتبطة بالكليندامايسين قد تؤثر على داء الليشمانيات بشكل إيجابي مما يظهر توسع استخداماتها المحتملة في علاج الأمراض الجلدية والميكروبية.
كل هذه المحاولات البحثية الدقيقة والتجارب العلمية المتواصلة توضح أن استخدام الجسيمات الفضية النانوية مع المضادات الحيوية يمكن أن يعزز فعاليتها في مكافحة العدوى البكتيرية، ومن المتوقع أن يتم تطويرها في المستقبل وهذا يعني أنه يمكن أن تكون لها فوائد محتملة في بعض السيناريوهات الطبية في حالة تم توجيهها واستخدامها بشكل صحيح ,وبالتالي سوف تكون هذه الاستراتيجية مفيدة في محاربة العدوى بطرق أكثر فعالية.