في لحظات الطوارئ تأتي الجروح كزائر غير مرحب به متسللة إلى حياتنا دون إنذار مسبق وعلى الرغم من أنها جزء لا يتجزأ من تجربتنا الحياتية إلا أننا نسعى دائمًا إلى العثور على حلول جديدة وفعّالة.
من الجروح البسيطة في المنزل إلى الإصابات الجراحية في المستشفيات سواء كنا نتعرض لها بشكل عرضي أو نتأثر بها بسبب أمراض معينة مثل مرض السكري، والقرحة، والسمنة، بالإضافة إلى الأمراض التي تجعل الحركة صعبة والتي يبقى فيها المريض طريح الفراش لفترات طويلة تكون الضمادات حلاً رئيسيًا نلجأ لها لتغطية الجروح ومنع العدوى، ومع كل جرح تأتي الحاجة إلى العناية والرعاية السريعة والفعالة فتأتي الضمادات لنا كمنقذ في هذه اللحظات الحرجة فهي ليست مجرد أشرطة وقطع من القماش بل هي درع يحمي الجرح من الميكروبات والأوساخ ويسهم في عملية الشفاء.
تحتضن هذه القطع الصغيرة أحيانًا قصصًا كبيرة في رحلة الشفاء، ومع تطور التكنولوجيا تقف اليوم تكنولوجيا النانو على حافة الابتكار في عالم الطب الحديث حيث تجمع بين الصغر الذري والقوة العظمى لتحقق نتائج مذهلة في عالم العناية بالجروح، ومن بين المواد النانوية القادرة على تعزيز عمل الضمادات الذكية تظهر لنا جسيمات الفضة النانوية بقدرتها الفعالة المضادة للميكروبات، حيث تلعب جسيمات الفضة النانوية دوراً أساسياً في تحسين أداء الضمادات الذكية، فتمنحنا هذه التقنية فرصة لتحقيق نتائج مذهلة في عملية الشفاء بخصائصها المضادة للبكتيريا والمطهرة مما يساعد على تقليل خطر العدوى وتعزيز عملية التئام الجروح بشكل أسرع.
جسيمات الفضة النانوية تحدث ابتكار في عالم العناية بالجروح
هل تخيلت يوما ضمادة صغيرة جدًا تحمل في طياتها سر الشفاء العاجل والسحري، هذه الضمادات المدمجة بجزيئات الفضة النانوية المضادة للميكروبات ليست مجرد قطعة قماش، بل هي بوابة لعالم مستقبلي يكون فيه الشفاء أسرع ، فجزيئات الفضة النانوية لها تأثير مطهر بسبب قوتها العالية المضادة للميكروبات وبالتالي فجزيئات النانو فضة تعمل بشكل مميز على تعزيز عمل الضمادات الذكية كما تساهم بشكل كبير في منع تكون العدوى وتحفيز عملية الشفاء بشكل فعال، بالإضافة إلى كونها تمتلك قدرة مذهلة على محاربة العدوى بشكل كامل دون أن تؤدي إلى زيادة المقاومة الميكروبية، وما يميزها أكثر هو:
- فعاليتها العالية في مواجهة بكتيريا التهابات الجروح الشائعة مثل المكورات العنقودية الذهبية والزائفة الزنجارية.
- كما تقلل من استجابة الجسم للالتهابات وبالتالي تخفف من الانتفاخ والألم والاحمرار المرتبط بالتهاب الجروح.
دراسات تجريبية تكشف نتائج تأثيرات جسيمات الفضة النانوية في تحسين شفاء الجروح
أظهرت الأبحاث الحديثة والدراسات نتائج مشجعة لاستخدام جسيمات الفضة النانوية في علاج الجروح عن طريق دمج جزيئات الفضة النانوية في الضمادات وبالتالي يمكن أن تساعد في تحسين عملية التئام الجروح بطريقة فعالة، وتقليل الالتهاب والندوب بالإضافة إلى تقليل نمو البكتيريا المسببة للالتهابات، وتتمثل هذه الدراسات التجريبية في:
- في دراسات أجريت على جروح الفئران البيضاء، أظهرت جسيمات الفضة النانوية فعالية في تقليل حجم الجروح، وزيادة ترسب الكولاجين (البروتين الذي يساعد في إصلاح الأنسجة)، وتقليل عدد البلاعم (الخلايا التي تسبب التورم)، وتقليل ذمة الأنسجة، وزيادة عدد الخلايا الليفية التي تساعد في عملية التئام الجرح.
- دراسة أخرى على جروح الفئران التي تعرضت لإصابات حرارية، أظهرت طبقات الجسيمات الفضية النانوية الموجودة على الضمادات قدرتها على تقليل الالتهاب والندوب، والقضاء على البكتيريا، وتسريع عملية الشفاء بصورة أكبر.
-